
نفى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان مزاعم تحرشه بزميلة له، مؤكدا أن تلك الادعاءات تأتي في وقت يواجه فيه حملة من الهجمات. وأكد خان -عبر منصة إكس- أن مزاعم ارتكابه ما وصفه بالسلوك السيئ غير حقيقية، مضيفًا: “عملت في سياقات متنوعة لمدة 30 عامًا ولم يسبق لأحد أن قدم مثل هذه الشكوى ضدي”.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس، إذ يواجه خان اتهامات قد تؤثر على مصداقية المحكمة الدولية وتؤجج النقاش حول استقلاليتها، ووفقًا لعدة مصادر من داخل المحكمة الجنائية الدولية، فإن خان ومعه مسؤول آخر مقرب منه، حاولا مرارًا إقناع المرأة المعنية بالعدول عن تقديم شكوى رسمية، سواء عبر اتصالات هاتفية أو لقاءات شخصية.
بحسب صحيفة الجاردين نقلت عن 4 مصادر مطلعة إن هذه المحاولات جاءت بعد أن علم خان بأن سلطات المحكمة على دراية بالادعاءات الموجهة ضده، وفي أعقاب التحقيق الداخلي الفاشل، نصح خان بعدم التواصل الفردي مع الضحية المزعومة.
وعندما واجهته صحيفة “الجارديان” حول هذه المزاعم، نفى خان بشكل قاطع أنه حاول التأثير على الضحية لسحب ادعاءاتها. وأكد محاموه أن موكلهم ينكر جميع التهم، مشيرين إلى أن تسريب معلومات سرية من داخل المحكمة يهدف إلى تقويض عمله المستمر في فترة حساسة، وفي بيان عام، أوضح خان أن المزاعم لا أساس لها من الصحة، معتبرًا أن المحكمة وموظفيها تعرضوا لسلسلة من الهجمات والتهديدات.
ظهرت هذه المزاعم إلى العلن بعد فترة قصيرة من تقديم خان طلبات إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت، إلى جانب قادة من حركة حماس، وأثارت هذه الطلبات غضب إسرائيل والولايات المتحدة، ما أدى إلى تلميحات حول إمكانية فرض عقوبات أمريكية على المحكمة الجنائية الدولية، ومن جانبهم، اقترح مسؤولون مقربون من خان أن الاتهامات قد تكون جزءًا من حملة تشويه تهدف إلى إضعاف موقفه ومكانته.
المرأة التي وردت في صلب الادعاءات هي محامية تحظى بالاحترام وتعمل مباشرة مع خان، وقد رفضت التعليق على القضية. وبحسب مصادر متعددة، كانت المرأة مترددة في البداية في تقديم شكوى رسمية ضد خان بسبب مخاوف من الانتقام، وخشيت استغلال موقفها من قبل إسرائيل أو معارضي المحكمة لأغراض سياسية.